القائمة الرئيسية

الصفحات

تحية إعلامية لمتتابعينا الكرام ومرحبا بكم في قناتكم "كنال شفشاون"

المسرح الاستعراضي بشفشاون: مع الأستاذ أحمد قصري 2‪/‬2

المسرح الاستعراضي بشفشاون: مع الأستاذ أحمد قصري 2‪/‬2 

المسرح الاستعراضي بشفشاون: مع الأستاذ أحمد قصري 2‪/‬2

واختيار المخرج لأحمد قصري منشداً، يعود ـ حسب هذا الأخير ـ إلى إعجاب المخرج بصوته، وقد سمعه يغني ضمن فريقه التلاميذي في مناسبة مدرسية؛ إذ يذكر الأستاذ قصري: أنه في هذه المرحلة من شبابه كان مولعاً بالموسيقى والغناء، بالإضافة إلى أنه كان محتكاًّ بالمرحوم الفنان محمد الكحيل كتلميذ لديه، متعاقداً معه لتدعيمه في مادة العربية، مضيفاً أنه هو مَنْ جَرَّ الفريق كَكُلٍّ ـ بحكم ارتباطه به مدرسياً وفنياً ـ إلى هذه المسرحية. وكان هذا الفريق متكوناً من الأسماء التالية:

 

مصطفي التهامي العلمي، وعبد العزيز زيان، ومحمد الجابري المعروف بالشتوي، والمرحوم صلاح البقالي، والسعيد ابن عبد الرازق السمار، والمدني الريسوني، وأحمد أولاد مبارك المعروف بالحمري، ومحمد القاسمي.

 

وكان التدرب على هذه المسرحية يتم من مقر «جمعية الدعوة الإسلامية» الذي كان يشغل «غُرَيْفَة» فوق «باب العين» الأثري. ومُثلت أول ما مُثلت سنة 1968م، بـ «سينما العهد الجديد» بالمدينة، ثم أعيد عرضُها بقاعة الشبيبة والرياضة سنة 1969م، وكان ديكورها من إبداع الفنان الأستاذ يونس بلبشير العلمي. وفي ذات السنة؛ انخرط هذا الفريق التلاميذي المتجانس في جمعية «النجم الراشدي للمسرح»، التابعة للشبيبة الاستقلالية، لدى تجديد مكتبها؛ حيث تولى رئاستها السيد سلام عزوز، وأمانة مالها السيد أحمد قصري، ليتابع هذا الفريق نشاطه التمثيلي الاستعراضي بثانوية المشيشي، وبقاعة الشبيبة والرياضة بـ»اسكتشات» معظمُها مطروق. كـ[اسكيتش «الصباط المسلاط»]، و[سكيش» البخيل»]. وكان التدرب على هذه «السكتشات» يتم بالشبيبة والرياضة التي كان مقرها آنذاك «مقهى عبد الخالق»، يمين الداخل إلى عمارة «الأخماس» بساحة محمد الخامس. إلا أن الجدير بالذكر هنا: هو أن هذا الفريق المسرحي لم تكن تربطه برئاسة الجمعية والجمعية نفسها ـ بحسب الراوي ـ غير الانتماء الرسمي ؛ إذ كل أنشطة الفريق كانت مستقلة عن مباشرة الجمعية ورئيسها.

 

ولِتحرِّي مسيرة هذا الفريق المدرسي في إطار توجهه الاستعراضي؛ نتابع مرافقة الأستاذ أحمد قصري في سرده الحكائي في الموضوع إذ يقول:

 

في حفل انتهاء السنة الدراسية: 1969/1968، كان من جملة حضور الحفل باشا المدينة آنذاك: السيد عبد السلام الجعيدي، الذي أُعجِب بـ»الأوبيرت المسرحي» الذي عرضته الفرقة، والذي كان تحت عنوان: «قضية موسى منحوسة». تأليف وإخراج وبطولة أحمد قصري الذي اتخذ لنفسه دور موسى  صاحب المغامرات، في حين تقمص دورَ القاضي سعيدٌ أفزاز،، وَمّثَّلَ دورَ الشرطي إدريس موعلي، ودور الخصم محمد الشتوي، في حين كان الباقي في وضع الكومبارس. وكان ملخص المسرحية يتجسد في زواج رجل بامرأة كلفته ما لا يَطيق، فانخرط في مغامرات، كان آخرها الاتجار في المخدرات، الشيء الذي أودى به إلى السجن.

 

ومما يقوله المؤلف/البطل في هذا الأوبيرت مُتَّجراً في المخدرات:

 

بِـعْت الْكْوِيفَة مَا كَانْ تِيسِيرْ

 

دَاوْنِــــي مْكتّفْ لِلْكُومِيسِيرْ

 

قَدْمُونِـــــــــــــــي لِلْمَحْكَمَة

 

عَنْد الْقَاضِــــــي بُو عْمَامَة

 

كَان الْقَاضِــي رَجلْ شَايِبْ

 

اكْلَا عْلِيــــهِ الدَّهْرْ وُشَرِبْ

 

حْكمْ عْلِـــــــــــيَّ بالسُّجُونْ

 

كَانُو الْعَسَّاسَة فْحَال الْجْنُونْ

 

وعلى خلفية هذه المسرحية التي كانت تعتبر في حينه لوناً تمثيلياً جديداً؛ استدعى الباشا أحمد قصري للمثول بين يديه، ليعرب له عن إعجابه الشخصي به وبكل أفراد الفرقة، عارضاً عليه المشاركة في إحياء المهرجان الصيفي للمدينة. لتدخل الفرقة عهداً جديداً مُكِّنَتْ فيه من كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي تتوفر عليها بلدية المدينة، بما في ذلك الجوق البلدي الذي أصبح يرافق الفرقة في تشخيص عروضها التمثيلية الاستعراضية التي كانت جميعها من إبداع أحمد قصري. وبصدده يتذكر الراوي المسرحيات التالية:

 

ـ «ثلاثة وامْرا طلعوا الكَمْرا»: كانت على خلفية حدث الصعود إلى القمر سنة 1969. وقد قُدم العرض بـ «ساحة وطاء الحمام»، وفي «حدائق القصبة»، وبقاعة الشبيبة والرياضة حيث مقرها اليوم. ديكور الأستاذ يونس بلبشير العلمي والفنان التشكيلي محمد الخزوم.

 

ـ «بنطامة جا يخطب شامة». عُرضت بـ«ساحة وطاء الحمام» في يوليوز سنة 1970، وفي ذات الساحة سنة 1971 بمناسبة مرور خمسمئة سنة على تأسسيس مدينة شفشاون. وقد مثل دور شامة في المسرحية فضولة الزباخ، ليُسدل الستار على نشاط هذا الفريق الحيوي باعتزال محركه أحمد قصري لظروف شخصية.

 

تمت هذه المحاورة بمقهى التونسي برأس الماء من شفشاون يوم الاثنين 19 شتمبر 2005.

 

كنال شفشاون



تعليقات

التنقل السريع