الشاون.. بين سحر الطبيعة والجبال وهدوء البحر والرمال
“يا شفشاون يا نوارة”، مطلع لأغنية صدحت بها حنجرة الفنان نعمان لحلو، وهو في الآن ذاته دعوة راسخة وممتدة عبر الزمان والمكان لزيارة مدينة حباها التاريخ والجغرافيا بكثير من المقومات التي جعلت منها منطقة تجذب كل من اطلع على تفاصيل أزقتها، وما تتمتع به من معطيات تجمع بين البحر والجبل.
ولأن شفشاون تغري كل زائر لها بمعاودة الزيارة مرة ومرتين وحتى أكثر من ذلك، فمن زار الجبل، لابد أن يعود إليها من أجل البحر، ومن تمتع بشواطئ استثنائية الجمال، لابد أن تغريه مغامرة تسلق الجبال والسير عبر الوديان، من أجل ذلك اختار كثير من سكان شفشاون أن يشتغلوا من أجل توفير ظروف الراحة والاستجمام لزوار مدينة تستقطبهم في مختلف الفصول لتقدم لهم متعة عيش أجواء غير عادية في فضاءات مدينة تحبل بالكثير من المفاجآت.
ويرى أحد مسؤولي قطاع السياحة باقليم شفشاون، أن السياحة الجبلية عرفت، منذ عقود، تطورا ملحوظا وتنمية شملت جميع الميادين المرتبطة بالسفر والترفيه، خصوصا بعد تنزيل المشروع النموذجي لتطوير السياحة القروية، الذي عرف بـ “فضاء الاستقبال السياحي” الذي “ساهمت في إنجاحه جل القطاعات الحكومية والمنتخبون والمنظمات غير الحكومية والجمعيات المهتمة بالبيئة والتنمية”.
وأكد المصدر ذاته في تصريح لـجريدة “الصباح” أن “مشروع فضاء الاستقبال
السياحي كان له الفضل في إرساء نموذج تنموي للسياحة القروية بالإقليم، عبر
إنجاز عدد من المشاريع ترتبط بالإيواء، من خلال تمويل وإنجاز مجموعة من
“المآوي القروية، والإرشاد والتكوين في مجال الاستقبال والإيواء والطبخ
والإرشاد السياحي وتهيئة وتقوية وتشوير بعض المسارات السياحية”، كما أن
البرنامج حمل كذلك في طياته تركيزا على الترفيه والتنشيط، بتشجيع الرياضات
الجبلية والقنص والصيد السياحي، إضافة إلى إقامة المواسم والمهرجانات.
ولأن الاقتصاد الاجتماعي شكل رافعة للكثير من الأسر، فإن عمليات الإشهار التي استهدفت التسويق لمنتوجات الصناعة التقليدية والمجالية من أجل توسيع دائرة رواجها، من قبيل بعض الأعشاب الطبية والعطرية وكذا الفواكه الجافة مثل التين المجفف وغيره وكذا الأزياء التقليدية، التي ترتديها نساء الشاون، استطاعت دعم السياحة القروية، والتعريف بجميع الأنشطة السياحية والاقتصادية التي تمارس بالعالم القروي.
ويؤكد مسؤولو القطاع السياحي بالاقليم على أن “الاعتناء بالبيئة والمحيط العام ساهم في خلق سياحة إيكولوجية أو السياحة الخضراء، التي ترتكز على استكشاف الطبيعة، مع تثمين واحترام مختلف التوازنات الطبيعية والثقافية والحفاظ عليها”.
ويرى مصدر جريدة “الصباح” أن من إيجابيات السياحة القروية “إيجاد موارد إضافية للسكان، وتقوية النشاط المهني المحلي لأصحاب المآوي، والمرشدين، وأصحاب المطاعم، والفلاحين، والصناع التقليديين، وكالات الأسفار المختصة بصفة خاصة ووكالات الأسفار بصفة عامة، إضافة إلى النقل السياحي”.
وتعمل هذه الانشطة السياحية على تثمين المجال الطبيعي والثقافي للمنطقة
المستهدفة، وتحقيق وعي جماعي خصوصا لدى السكان المحليين بضرورة الحفاظ
عليها للأجيال القادمة.
منتزه وطني
تشتهر الغابة التي تشكل أغلب مساحة المنتزه بجودة هوائها وغنى ثرواتها الحيوانية ووفرة أشجارها المعمرة، وهي بمثابة رئة تنفس وشريان حياة للمنطقة الشمالية- المحمية الوطنية تالسمطان، التي تم اعتبارها منتزها وطنيا في أكتوبر 2004، قصد الحفاظ على آخر أشجار الشوح والتنوب المهددة، إذ يوجد حوالي 3160 هكتارا من هذه الغابات فقط بتالسمطان. ويشترك إقليما شفشاون وتطوان في جغرافيا المنتزه الوطني لتالسمطان، إذ يمتد على مساحة 589.5 كيلومترا مربعا بها، عبر أربع جماعات قروية بإقليم شفشاون، وهي “جماعة باب تازة”، “تلمبوط”، “تاسيفت” و”بني دركول” وجماعتان من إقليم تطوان وهما “جماعة الواد” و “جماعة اولاد علي منصور”.
كما أن قمتي جبل لقرع ( 2159مترا) وجبل تيسوكا (2122) تعتبر من أعلى قمم الجزء الشفشاوني من المنتزه، في حين يعتبر جبل كلتي (1926) وجبل عليويين (1846مترا) من أعلى قمم الجزء التطواني من المنتزه.
كنال شفشاون
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.