كرم أهل القرى بشفشاون
يرى عدد من الخبراء والعلماء ضرورة عودة الإنسان إلى لمس الطبيعة بشكل مادي لإحياء روح التعاون والسخاء والكرم من جديد داخل النفوس، والمشاركة والتطوع في مختلف الأحداث فرحا كانت أو قرحا،وقد ارتبط كرم الإنسان بالطبيعة من حوله، فما يأخذه منها لا يبخل به على أخيه المحتاج،وليس بالضرورة أن يقتصر في أشياء مادية ملموسة،بل يتجسد أيضا في المشاركة والمساعدة والمآزرة وكل أنواع العطاء والانخراط.هكذا حال سكان قرى وجبال شفشاون جوهرة الشمال المغربي،يأسرون القلوب بسخائهم وكرمهم وعطائهم وتعاونهم اللامشروط اتجاه الناس أجمعين سواء من جيرانهم أو زوارهم أو من الموظفين الذين حظوا بالعمل معهم خصوصا نساء ورجال التعليم والصحة.
إنه إرث اجتماعي وتقليد أصيل ينقلونه إلى وجدان أطفالهم وإلى مستقبل الأجيال بقلوب حليمة وابتسامة صادقة وإقبال كبير لا يخفى على أي أستاذ(ة) مر من تلك الجبال الساحرة،فرغم بساطتهم وحاجتهم تجدهم سريعي الستجابة الفورية لتقديم المساعدة والدعم والتكاثف في كل حادث صغير أو كبير، من إكرام للضيوف،والمساعد في إنجاح مناسبات الأفراح،ودعم ومواساة ذوي المآسي، وإطفاء الحرائق، وتشييع الجنائز،.. وكأن هذه الأحداث أحداثهم أنفسهم كجسد واحد، بفرح واحد وحزن واحد، وفي تلك الأوقات لا تصبح المساعدة اختيارا بل واجبا وضرورة قصوى لعيش الجميع ونجاة الجميع لترى أعينهم مترقرقة بالسعادة والنشوة.
هؤلاء الكرماء الأفاضل من سكان جبال شفشاون، من غمارة إلى الخماس، ومن الجبهة إلى المنصورة، ومن ووزكان إلى فيفي…، من أهل الجود والسخاء والكرم والعطاء دون خشية الفقر، كما قال الشاعر:
أشجعهم في موطن وأنجدا *** وأجود الناس بنانا ويدا
هذا السخاء العجيب والعطاء المنقطع النظير من أفضل شمائلهم وصفاتهم، وهو بمثابة معين إصلاحي لا ينضب في إصلاح النفوس وتقويم المجتمع.
سكان شفشاون الطيبون يؤسرون قلوبنا بكرمهم وعطائهم وعطفهم وحلمهم، وتطيب بهم نفوسنا، هم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى:(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) بامتياز، لأنهم يتحلون بالإيثار الذي هو أسمى درجات الكرم وأرفع مفاهيمه، فتجدهم يقضون حوائج الناس، ويصبرون أيما صبر عن المدينين أو يعفون عنهم،وترك الأجر، والشفاعة الحسنة، ومظاهر أخرى تعنى بالكرم والعطاء والحلم هم أسادها وروادها.
إن الحديث أكيد سيطول عن شيم سكان جبال شفشاون في الإيثار والسخاء، والأمر لايتطاب أن تكون ثريا حتى تكرم غيرك، وإنما أن تكون مشبعا بالفضائل وكل أنواع الإحسان وطيب النفس والإحساس بالآخرين وخلو القلب من حب الدنيا.
تحية عطرة خالصة لسكان جبال شفشاون الطيبين، والحمد لله الذي جمعنا وإياهم في بوثقة الحب في الله.
كنال شفشاون
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.