لا مياه ولا مرافق صحية .. مدارس بإقليم شفشاون تئن تحت وطأة التهميش
يقال أن أعظم اختراع خلال المائتي سنة الأخيرة هو المرحاض، إلا أن هذا الاختراع لم يجد بعد طريقه إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية بإقليم شفشاون التي يدرس بها المئات من أبناء الوطن والذين يجدون أنفسهم مجبرين على التبرز أو التبول في العراء وذلك في غياب مراحيض عن مؤسساتهم التعليمية.
ويشتكي الأساتذة العاملين بالمدارس البعيدة والمتوارية خلف الجبال، من العزلة التامة عن العالم الخارجي، وانعدام الظروف الملائمة للعمل، لكن يبقى المشكل الأساسي هو افتقار المؤسسات لمرافق صحية وماء صالح للشرب، فالتلاميذ عند وصولهم إلى المدرسة بعد ساعة من المشي على الأقدام يكونون في حاجة ماسة لوجود الماء بالمؤسسة، ومن المعلوم أن التلاميذ يقضون ساعات في المؤسسة التعليمية ما يضطرهم إلى قضاء حاجتهم البيولوجية في العراء.
وحسب مصدر مطلع فإن الأوضاع التي يعمل فيها الأساتذة غير سليمة وغير صحية، فالتلاميذ في حاجة إلى المراحيض، والماء” وتساءل ذات المصدر “كيف يعقل أن نتحدث عن النهوض بالتعليم في العالم القروي ولا زالت المدارس تفتقر للأساسيات التي وجب التفكير فيها بالموازاة مع بناء المدارس، هل الجهات المسؤولة لا تضع صوب عينيها أن المدارس التي يتم بناؤها تحتاج لهذه المرافق الصحية؟ أم أنها هذه المدارس توجد في العالم القروي فلا داع لها؟”.
وأكدت مصادر أخرى، أنه يتم تكليف التلاميذ بجلب الماء من الآبار الموجودة بالدواوير لأساتذتهم، وكذلك لوضعه في الفصل الدراسي، هذا الأمر يضع التلاميذ أمام مهمة جديدة هم ليسوا طرفا فيها ولا تعنيهم وليست من اختصاصهم، فجلب الماء للمدرسة أو للمدرسين مسؤوليته تقع أولا على المتدخلين والفاعلين بالدرجة الأولى، هم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ووزارة التربية والتعليم الاولي والرياضة، والجماعة القروية التي توجد المدرسة في ترابها.
وأفادت المصادر أن مجموعة مدارس عبد العالي بنشقرون، ومجموعة مدارس الزاوية الحراش، ومجموعة مدارس تسكالة، ومجموعة مدارس تيمارت، بإقليم شفشاون، يعيشون في عزلة تامة وتفتقر فيهم أقل الشروط التي يجب أن تتوفر وهي “الماء”.
وتواجه المدرسة العمومية بالوسط القروي بإقليم شفشاون، لاسيما المدارس الواقعة في بني أحمد الغربية، صعوبات كثيرة وجمة، إذ أصبح من الضروري النهوض بها وإصلاحها، وقد أصبح من الضروري انخراط كل الفاعلين والشركاء في ذلك، بدل تمديد عمر الإهمال والإقصاء.
وحملت المصادر ذاتها المسؤولية في تردي أوضاع المدارس للمنتخبين الذين نسوا هذه الفرعيات، ولا يترافعون عليها، كأن من يدرس فيها ليسوا من بني جلدتهم، وأنها لا تعنيهم.
وكشفت ذات المصادر أن المنتخبين بالمنطقة لا يهمهم أبدا التعليم ولا يرون فيه أنه يستحق حيزا من اهتماماتهم السياسية، وأنهم يسارعون ويقضون جل أوقاتهم في صراعات سياسية جانبية لا تعود بالمصلحة والمنفعة على المواطنين بالمنطقة.
وأضاف ذات المصادر أنه أصبح من الضروري نهج سياسة ناجعة تساهم بشكل مباشر في تنمية التعليم بالعالم القروي خصوصا في هذه الدواوير التي تعاني بالدرجة الأولى من العزلة ثم شح المياه.
هذا ويطالب مهتمون بتوفير الماء الصالح للشرب في المؤسسات التعليمية بهذه الدواوير، والتعجيل في عملية ربط الفرعيات به في أقرب الآجال، وإحداث مرافق صحية في جميع المدارس التي تفتقر لها.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.