القائمة الرئيسية

الصفحات

تحية إعلامية لمتتابعينا الكرام ومرحبا بكم في قناتكم "كنال شفشاون"

معهد محمد السادس لتكوين الأئمة .. علوم شرعية وإنسانية وقيم الإسلام

 معهد محمد السادس لتكوين الأئمة .. علوم شرعية وإنسانية وقيم الإسلام

معهد محمد السادس لتكوين الأئمة .. علوم شرعية وإنسانية وقيم الإسلام

يستقطب “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات” بالعاصمة الرباط، طلابا من جنسيات مختلفة، للنهل من العلوم الشرعية والإنسانية والتعايش والتسامح والوسطية.

 

قبل أشهر معدودات، رأى النيجيري حسن عبد الله محمد، إعلانا عن إمكانية الدراسة بالمعهد، ليتقدم بطلبه ويقبل ويشد الرحال إلى المغرب في تجربة علمية جديدة، منهاجا وروحا.

 

لتبدأ حكاية حسن في المغرب، حيث اختلاف الثقافة والعادات واللباس، ضمن حكايات أخرى تجمع بين السمو الروحي والبحث العلمي والتعايش بين حضارات مختلفة.

 

وخلال عام 2021، قام المعهد بتأهيل 318 إماما أجنبيا، من فرنسا وتايلاند ودول إفريقية عدة.

بداية الحكاية

بداية طريق حسن كانت من نيجيريا، ليصل إلى الرباط، حيث وجد صدرا رحبا وتعايشا يجمع عددا من الجنسيات الأخرى.

 

وقال حسن الذي يتابع دراسته حاليًا في السنة الثانية بالمعهد: “تعلمنا أشياء كثيرة بالمعهد من ناحية الأخلاق والعقيدة والتصوف والسلوك”. مضيفا: “منذ مجيئنا وجدنا أشياء مفيدة، خاصة في ظل وجود علماء أجلاء”.

 

ولفت أن أبرز ما تعلمه في المعهد الوسطية في الإسلام، “خصوصا في ظل وجود عدد من المشاكل مثل الإرهاب، وهي المسألة التي وشكت أن تأكل الجميع”.

 

ومضى قائلا: “الحمد لله استفدنا من عدد من الأمور بالمعهد، خصوصا أن بلدي له تجربة في هذه المشاكل، لم تنته لحدود الآن”.

 

وقال إنه سيقوم بنشر ما تعلمه بين الناس، في محاولة منه، لتغيير الأخلاق وغرس فيم التعايش، لافتا إلى أنه تعلم من المعهد التعايش مع الآخرين.

 

ولم تخل تجربة حسن من الصعوبات، فبعد وصوله الرباط، عانى في التأقلم مع الطقس، خصوصا أنه أتى من جو ساخن درجة حرارته مرتفعة على الدوام تفوق أحيانا 45، مقارنة مع الجو البارد، خصوصا في فصل الشتاء.

 

لكن دفء العلاقات داخل المعهد، والتواصل مع المغاربة ومن جنسيات أخرى، ساهم في تأقلمه سريعا مع البيئة الجديدة.

 

معهد بلا حدود

نجح المعهد في إزالة الحدود بين الدول، حيث يضم فسيفساء من جنسيات إفريقية وأوروبية وآسيوية، فإلى جانب حسن من نيجيريا يوجد صديقه وليو الحاج جنيد من النيجر، وآخرون من المغرب وخارجه، في جو يجمع بين اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وأخرى.

 

وقال الحاج جنيد، إن التكوين في المعهد كان له وقع إيجابي على حياته برمتها.

 

وأضاف: “كنت أسمع الأخبار عن المغرب من بعيد، ولكني بعدما وصلت للبلد، وجدت أمور فاقت الوصف، وارتباط المغاربة بالثوابت الكبرى، مثل إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف”.

 

وأوضح أن “التكوين يساعد إلى الوصول للأخلاق السامية والتسامح، وعلى ضوئها ممكن أن يتم غرسها بالمجتمع، خصوصا في ظل زمن يعرف عدد من الأمور غير الجيدة، مثل الإرهاب بسبب عدم فهم الإسلام”.

 

وأردف: “الهدف من الإسلام الرقي بالإنسان وإصلاح طبعه، والتسامح والعدل والتكامل، والتعايش بين الأفراد والتماسك”.

 

ولفت أن “المعهد يضم عددا من الجنسيات من نيجيريا والغابون بجانب المغاربة، حيث لا يوجد فرق بينهم”.

الطالبة الأستاذة

أمّا الواعظة المغربية السعدية أوشن، فسبق أن درست في المعهد عام 2014، وعادت إليه مُدرسة، ومرشدة دينية.

 

وتعود الذكريات بالسعدية إلى سنوات خلت، بعدما كانت تتابع دراستها في إحدى دور القرآن بالرباط، حيث تلقت العلوم الشرعية.

 

وقالت: “نجحت في امتحان الولوج إلى المعهد، والذي يتطلب حفظ القرآن للطلاب ونصف القرآن للطالبات، فضلا عن الحصول على الإجازة (الليسانس) في أي مجال”.

 

وأضافت أنه بعد سنة من الدراسة بالمعهد عادت إليه للتدريس، مردفة “عملت فيه أستاذة ومؤطرة للطالبات، حيث أقوم بتحفيظهن القرآن وتعليمهن قواعد التجويد، فضلا عن الأمداح”.

 

ويقوم دور المرشدة الدينية، بحسب السعدية، “على تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الناس والنساء خاصة في أمور دينهن”.

 

وقالت إن “المرشدة الدينية تستهدف الأطفال والرجال أيضا من خلال الندوات والدروس التعليمية بالمؤسسات التعليمية وبالسجون ودور العجزة”، مشرةً أن “المرشدات استطعن ملامسة قلوب النساء”.

 

تكوين على يد العلماء

هناء ديوان، شابة مغربية من مدينة صفرو، حصلت على الإجازة بشعبة الشريعة والقانون العام، لتلتحق بالمعهد بعد نجاحها بمباراة الولوج إليه.

 

وأشادت هناء، بالعلماء والأساتذة بالمعهد، موضحةً أن علاقتها مع الأجنبيات علاقة أخوية ومحبة في الله تعالى، حيث يتبادلن المحبة واللطف والإخاء، وحسن المعاملة.

 

وأضافت قائلةً: “بالجامعة هناك تحصيل للمعارف والمناهج، أما الدراسة في المعهد فهي تكوين وتأطير من طرف علماء أجلاء”.

 

تاريخ المعهد

قال مدير المعهد عبد السلام الأزعر، إنه بأمر من الملك محمد السادس، أحدث برنامج لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات المغاربة عام 2005، حيث بلغ عددهم آنذاك، 150 إماما و50 مرشدة.

 

وأضاف: “خلال 2013 وأثناء زيارة العاهل المغربي إلى مالي، وافق على تكوين الماليين بالمملكة، وأحدث من أجلهم (مركز تكوين الأئمة الماليين في المغرب)”.

 

وأضاف: “بعد زيارة الرئيس المالي السابق (إبراهيم بوباكار كيتا) للمركز، أعجب به، وأشاد بهذه التجربة، وهي التصريحات التي تناقلتها الصحافة الإفريقية لينتشر الخبر، وتتلقى البلاد طلبات من الكوت ديفوار وغينيا كوناكري وتونس وفرنسا”.

 

ومضى قائلا: “بدأ تكوين طلاب من تلك البلدان في 2015، حيث كان آنذاك التكوين في 3 مراكز، الأول خاص بالمغاربة والثاني بالماليين والثالث فيه جنسيات أخرى”.

 

وزاد: “هذا ما دفع لتأسيس المعهد (..) وكان افتتاحه في مارس (آذار) 2015، ليجمع بين الطلاب المغاربة والأجانب، ويصل آخرون عام بعد ذلك من النيجر ونيجيريا والتشاد وغامبيا ثم السينغال والتايلاند”.

 

ولفت إلى أن عدد الطلاب بالمعهد يفوق سنويا 1200 بين الذكور والإناث.

 

التكوين

وبخصوص التكوين، اعتبر الأزعر، أنه “ينقسم لقسمين، الأول قصير المدى بين 3 و6 أشهر، يستفيد منه الطلاب الذين هم أئمة ببلدانهم، حيث يأتون لتعميق الفهم وتصحيح المفاهيم ثم يرجعون لبلدانهم”.

 

وأضاف أن “القسم الثاني هو تكوين أساسي، مدته بالنسبة للمغاربة سنة واحد، والأجانب سنتان، وللفرنسيين 3 سنوات (الأولى منها مخصصة لتعلم اللغة العربية)”.

 

وأوضح أن “جميع الطلاب يدرسون العلوم الشرعية مثل علوم القرآن والفقه وأصول الفقه والعقيدة والتصوف وتاريخ الإسلام”.

 

وتابع: “بخصوص العلوم الانسانية، يدرسون التواصل والاقتصاد والاجتماع والصحة النفسية وعلم النفس التربوي والثقافة اليهودية ومدخل إلى المسيحية وتاريخ الأديان”.

 

وقال إن “الطلاب يستفيدون من السكن وتذاكر السفر ذهابا وإيابا إلى بلدانهم ومنحة شهرية قدرها 2000 درهم (200 دولار)”.

 

التخرج من المعهد

بمجرد انتهاء التكوين بالمعهد، يعمل المتخرجون المغاربة بمختلف مناطق المملكة، حيث تتألف المهام الخاصة بالأئمة في إمامة الصلوات، وتنظيم قراءة الحزب الراتب بالمساجد (قراءة جماعية لحزب من القرآن بعد صلاة الصبح وحزب بعد صلاة المغرب يوميا).

 

في حين أن المهام المشتركة بين الأئمة والمرشدين والمرشدات تتمثل في إعطاء دروس بمختلف العلوم الإسلامية، وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد، والمساهمة في التكوين المستمر للأئمة وباقي القيمين الدينيين، وتعليم القـرآن الكريم، وإعطاء دروس في محو الأمية.

 

وتشمل تلك المهام أيضا، الإشراف على جميع الأنشطة الدينية أو التربوية أو الثقافية المنظمة بالمساجد، والحفاظ على النظام داخلها وحمايتها من كل نشاط خارج الإطار الديني، إضافةً إلى أنشطة أخرى بمؤسسات مختلفة.

 

المعهد يضم قاعة للرياضة ومسجد يؤمه الطلاب، حيث يتم تخصيص كل أسبوع من الإمامة لجنسية معينة، كما يحتوي على استوديو للتصوير، ومرافق أخرى متنوعة تستحضر المعمار المغربي والأندلسي.​​​​​​​

 

كنال شفشاون 

تعليقات

التنقل السريع