عرض مسرحية “شكون فينا” بشفشاون
احتضنت قاعة العروض بدار الشباب المدينة بشفشاون الأحد، العرض المسرحي “شكون فينا”، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وهي مسرحية مستمدة من مرايا تشظي الذات وإعادة مراجعة أخطاء الماضي القريب والبعيد، في محاولة لترميم ما كسرته سنوات وسط عتمة الوساوس.
ويعتبر هذا العرض الثاني من المسرحية بعد عرض تجريبي بالعرائش، وتدور تفاصيل أحداثها فوق الخشبة التي تحتوي على كرسي خشبي أبيض لا غير، كإحالة على المحاكمة والاعتراف وجلد الذات وسط فضاء معتم وحالك.
ويتميز الحوار في المسرحية أقرب بين الشخصيتين إلى مونولوج تصاعدي وفق تحولات نفسية لشخصية واحدة تتقمص شخصيتين في آن واحد، اختارتا السواد عتبة كإحالة مستبطنة لسخرية لاذعة من الماضي.
وفي هذا الإطار، أوضح في تصريح صحفي، مؤلف ومخرج المسرحية محمد الشريف الطريبق ”أن المسرحية تحكي عن لقاء وحوار بين شخصين يدخلان في لعبة، يتقنون من خلالها أسلوب الحكي عن تاريخ النضال وعلاقتهما بالحب لفتاة اسمها “سعاد” في محاولة استرجاع نوع من المحاسبة للماضي بين شخصيتين، وفي الأخير يكتشفون أنها لعبة يحاولان الاندماج فيها وينسيا أنها لعبة .”
كما أبرز المخرج المسرحي والسينمائي الطريبق أن المسرحية التي عرضت بشفشاون وتابعها مثقفون وأدباء وفنانون وجمهور نوعي، والتي شخصها الممثلان نبيل العكباني ويوسف شفايش، وسينوغرافيا آمنة زاوي، “أعادته إلى حنينه وحبه الأول إلى المسرح.”
كما اعتبر أن شوقه المؤجل للعودة للمسرح بعد أن خطفته السينما ظل يراوده لسنوات وانتشلته بين ركام أحلام السينما وإبداعتها التي لاتنتهي، مسترجعا أن أول مسرحية قام بإخراجها عرضها بشفشاون في أول مراحل مساره الفني.
واعتبر المخرج التلفزيوني والسينمائي الطريبق الذي أغنى الخزانة السينمائية والتلفزيونية بحزمة من الأعمال أبرزها “تسقط الخيل تباعا”، و”ثمن الرحيل”، و”زمن الرفاق”، وصولا إلى “ليالي الحي القديم”، أن إخراجه لمسرحية “شكون فينا” ساعده على “التخلص من أعباء التقنية والتجهيزات الكثيرة”، مشيرا الى أنه عمل في هذه المسرحية مع الممثل مباشرة وبإمكانيات ذاتية وبسيطة، وبذلك كانت السينوغرافيا في هذه المسرحية “بسيطة ولا تتطلب إمكانيات كبيرة لأن الهدف هو النص والتمثيل وحضور الجمهور".
وتجدر الاشارة الى أن مضمون المسرحية عبارة عن سجال واستفسارات بين بطلي المسرحية، يسعى كل واحد منهما إلى الدفاع عن مواقفه، وقناعاته ذات البعد العاطفي والاجتماعي وعن قضايا أخرى في لعبة المرايا المعكوسة تتناول في طياتها تأنيب الضمير وتوبيخ عن الخسارات التي كلفت كل واحد منهما ثمنا باهظا من حياته. لم يفصحا عنها بشكل واضح وصريح، وتحميل الآخر مسؤولية فشل حبهما للفتاة التي عشقاها كل واحد في مرحلة ما من حياته.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.