شفشاون عقد سياحي فريد
تعددت أوصاف مدينة شفشاون، إذ يحلو لكل زائر إن يسميها بما جادت به أحاسيسه. وبما يجد فيها من نشوة وحي المكان.
سميت المدينة الزرقاء، ومدينة السيدة الحرة. وغرناطة الأخرى. فضلا عن تسمية شفشاون كما هو متبث في سجل حالتها المدنية. تسمية مستلهمة من جغرافية المكان. إذ تحيل كلمة الشاون بمعناها الأمازيغي إلى القرون. وهو وصف لغوي متصل بقمم الجبال المحاطة بها.
تستريح
في ثنايا جسدها أمجاد وذكريات وتاريخ وحضارة. يدخلها السائح في لهفة
لاكتشاف مكنونها وجمالها وعراقة تاريخها وطيبوبة ساكنيها. لكنها تستوقفك
وتدعوك للتريث والتمهل لقراءة المسطور من سحر أزقتها ودروبها وساحاتها
وجدرانها التي تحافط على مكنون الزمن الماضي.
تقع
مدينة شفشاون على سفح جبل تسملال شمال المغرب ،يحدها من الجنوب إقليم وزان
وتاونات، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب إقليم تطوان
والعرائش، ويحدها شرقا إقليم الحسيمة.
موقع يجعل منها واسطة عقد، وملتقى طرق السياح، سواء العابرون منهم ام المترددون عليها، القادمون اليها من كل حدب وصوب.
حسب المصادر التاريخية "تأسست شفشاون في حوالي 876ه 1471م شيدها الحسن بن محمد المعروف بابي جمعة واتم تشييدها ابن عمه الشريف علي بن موسى بن راشد" تعرضت المدينة للغزو البرتغالي، وكانت قلعة للجهاد وموطنا للموريسكيون الذين طردو من الاندلس. تعرف أيضا عبر تاريخها باسم امرأة عرفت بحنكتها في الجهاد والحكم والتدبير والمعروفة بالسيدة الحرة وهي من الشخصيات التاريخية التي ترتبط بالمدينة .
ولعراقة المدينة وتاريخها الغني تعايشت في بين ظهرانيها شعوب وقبائل في انسجام وتناغم وهو ما يظهر في أزقة المدينة المتشابهة التي ترتدي جدرانها اللون الأزرق وكأنها انعكاس للسماء ومرآة له.فتظهر وأنت تجوب أحياءها ومداخل أبوابها مفتونا بأسرارها إذ لكل حي حكاية وذكرى وحنين.
من أحياء المدينة نذكر حي السويقة، الذي تتواجد به القيسارية وحي ريف الأندلس، وحي العنصر، وحي الصبانين، وجلها أحياء تضم بيوتات قديمة مع وجود أكثر من مدخل ومباني عصرية بفعل توسع المدينة وتتوزع بين دروب هذه الأحياء محلات تجارية متنوعة تمنح الزائر والسائح فرصة التبضع ومطاعم تقدم ما لذ وطاب من مأكولات المنطقة.
تتخلل أزقة الدروب أيضا جوامع تاريخية منها المسجد الأعظم الموجود في الجهة الغربية للقصبة والذي بني من طرف مولاي محمد بن راشد في القرن 16م والجميل في هذه الأحياء أنها تؤول بالسائح إلى ساحة وطاء الحمام وهي ساحة فسيحة تبلغ مساحتها 3000م زينت بنافورة ماء.
وإذا كانت دروب المدينة متحفا مفتوحا فان متحف القصبة بحديقته الغناء وحصنه ذي التصميم الهندسي المميز،الذي يعود لعقود مضت و يعد ملاذا لكل زائر للمدينة.
إلى جانب زرقة جدران المدينة وسمائها، فللماء نصيبه في النشاط السياحي بالمدينة خاصة شلال رأس الماء المتدفقة مياهه من جبل تيسوكا والذي يشكل منبعه منتزها لعشاق الطبيعة حيث تغطي الأشجار وأصناف من النباتات أجزاء كبرى من رأس الما التي تعد اهم نقطة جدب سياحية، والذي يشكل كذلك فرصة لتسويق المنتوجات المحلية للزائرين والهدايا التذكارية.
وأنت تقف برأس الما يبدو لك على مرمى حجر مسجد على قمة ربوة عالية يوثق لمرحلة الاستعمار الاسباني للمدينة، والذي تم تشييده بأمر من ضابط اسباني وهو الجامع المعروف في المنطقة بجامع بوزعافر، الجامع الذي تبدو إطلاله متداعية و المنتصب فوق ربوة في منطقة جبلية معزولة والذي تنسج حوله حكايات لا يأبه سكان المنطقة من روايتها لكل زائر.
كما يمكن للزائر أن يستفيد من الطبيعة المحيطة للشاون وخاصة شلالات اقشور الساحرة والتي تبعد عن شفشاون ب30كلم. وهي من الوجهات السياحية حيث تتدفق المياه من أعالي الجبال لتتكون في بحيرة أقشور حيث صفاء المياه وجمال المنظر.
وتبقى شفشاون بجمالها قبلة لأصدقاء المعتمد بن عباد، وطقوس أهل العرفان، ومنتجي الأشعار والألحان، وهواة السياحة.
canal+chefchaouen
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.