القائمة الرئيسية

الصفحات

تحية إعلامية لمتتابعينا الكرام ومرحبا بكم في قناتكم "كنال شفشاون"

المسرح الاستعراضي بشفشاون : مع الأستاذ أحمد قصري 2/1

 المسرح الاستعراضي بشفشاون : مع الأستاذ أحمد قصري 2/1 

المسرح الاستعراضي بشفشاون : مع الأستاذ أحمد قصري 2/1

المسرح الاستعراضي (أو الأوبيرت) بمفهومه البسيط: هو المسرح الذي يقوم على الغناء كإطار لحركية الممثل وأدائه التفاعلي مع هذه الحركية ارتباطاً بمسار الموضوع المتداول إطاراً عاما للمسرحية الأوبيرت.

 

وسوف لن نستقرئ جذور هذا النوع من التمثيل المسرحي غرباً وشرقاً وعندنا في المغرب؛ باعتبار ما سيتم التحدث فيه تجربةً متطلعة من فعل فرقة تلاميذ ألف بينهم تنشيط مدرسي ظرفي في مجال مسرح مُوَجَّه، لا يملكون ثقافته الموضوعية، لكنهم كانوا يمتلكون موهبته مادةً خامة قابلة للشحذ في تطلعها الحيوي الوَقَّاد، غَذَّاها واقعٌ من مرحلة ستينيات القرن الماضي بِمَدِّهِ السياسيِّ القومي: (هزيمة 1967 النكراء التي أصابت العرب على مستوى القضية الفلسطينية في مقتل)، وبِحَدَثِهِ العلمي الباهر المتمثل في وصول الإنسان إلى القمر سنة 1969. كما غَذَّاهَا واقع اجتماعيٌّ محليٌّ يتمثل في الاتجار في مخدر الكيف بوضعه الابتدائي، قبل أن يستفحل مُنطلَقاً بوجهه الاحترافي الشمولي فيما بعد.

 

وقد انطلقت هذه التجربة انطلاقة موفقة عُمِّرَتْ نحو خمس سنوات قبل فتورها لدواعٍ شخصيةٍ وموضوعية، في طليعتها انعدام التأطير الفني المنهجي الكافي، سعياً بها إلى التألق وإن على المستوى الجهوي، على محاولة احتضان بعض الجهات الحزبية والجمعوية للفرقة المعنية في بُعْدِهَا الموضوعي مما لم يبلغ حد احتوائها، على تبعيتها الاسمية لها في بعض محطاتها، مستجيبة لانتمائها. ولربما كان هذا من عوامل تحررها وحضورها الفُرْجَويِّ الشعبيِّ في شفشاون، ونجاحها الأدائي فيما كانت تشخصه من أدوار، كانت ـ على بساطتها ـ تحظى بالقبول وبالتصفيق الحار ـ مما حضرتُ جوانب منه في حينه ـ كوميدياً وتراجيدياً.

 

وخارج السياسي والجمعوي المتعاطف معه بشكل أو بآخر. ومن حديث مُحاوَرنا موضوعاً في تأليفه لمسرحياتٍ من العهد؛ تطفو على مستوى الحوار أسماءٌ عُرفت بوضعها الفني المسرحي في تطلعها الاحترافي (ذ. محمد الكحيل)، وأخرى عُرفت بنضجها الفني التشكيلي (ذ. يونس بلبشير العلمي، وذ. محمد الخزوم) مصممةً للديكور، كما طفا على سطح الحديث اسم باشا المدينة رمزُ السلطة فيها، مدعماً للفرقة دعماً مادياً ومعنوياً: أسماءٌ ساهمت إلى حد كبير في إعطاء الفرقة شخصيتها وكيانها الذي لم يكن بناؤه كما يجب لتحدي الإكراهات والعوائق بمختلف تجلياتها، لتبقى تجربتُها المرحلية نقطةً مضيئة محصورة في ظرفيتها الزمانية والمكانية. وإثارة الحديث عنها من خلال حوارنا مع الأستاذ أحمد قصري هو نفضٌ للغبار عنها، وتقديمها بوضعها للأجيال اللاحقة كتاريخ، ولِمَ لا كنموذج يُحتذى بحثا وبناء. وإليكم الحوار بوضعه السردي المُكَيَّف.

 

كانت البداية ـ مما يذكره الأستاذ أحمد قصري ـ عقب نكسة فلسطين والعرب سنة 1967م، على يد الفنان الشفشاوني الموهوب المرحوم السيد محمد الكحيل، من خلال مسرحية عن فلسطين المغتصبة، كان هو مؤلفها ومخرجها وبطلها، متخذاً من فريق تلاميذي غنائي من «إعدادية المشيشي»: ممثلين مُشخِّصين باقي أدوار المسرحية الثابتة، في حركات معبرة صامته، مُوَزَّعِينَ بين ضحايا عرب، وجلادين صهاينة محتلين، مُنيطاً بأحمد قصري دورَ متدخل، مرددٍ لمقاطع أغنية «زهرة المدائن» للمطربة فيروز، اَلمتخللةِ فقراتِ هذه المسرحية المؤداة ـ في مجملها ـ لوحةً متحركةً ذاتَ الصوت البطولي الواحد.

 

واختيار المخرج لأحمد قصري منشداً، يعود ـ حسب هذا الأخير ـ إلى إعجاب المخرج بصوته، وقد سمعه يغني ضمن فريقه التلاميذي في مناسبة مدرسية؛ إذ يذكر الأستاذ قصري: أنه في هذه المرحلة من شبابه كان مولعاً بالموسيقى والغناء، بالإضافة إلى أنه كان محتكاًّ بالمرحوم الفنان محمد الكحيل كتلميذ لديه، متعاقداً معه لتدعيمه في مادة العربية، مضيفاً أنه هو مَنْ جَرَّ الفريق كَكُلٍّ ـ بحكم ارتباطه به مدرسياً وفنياً ـ إلى هذه المسرحية. وكان هذا الفريق متكوناً من الأسماء التالية:

 

مصطفي التهامي العلمي، وعبد العزيز زيان، ومحمد الجابري المعروف بالشتوي، والمرحوم صلاح البقالي، والسعيد ابن عبد الرازق السمار، والمدني الريسوني، وأحمد أولاد مبارك المعروف بالحمري، ومحمد القاسمي.

 


 

(1)  من مواليد 12 ـ 5 ـ 1952 بإفادته  في شفشاون، كانت دراسته في سلك التعليم العام، ثم في المعهد الديني في جزء من مرحلة الثانوي، حيث انخرط في سلك التعليم، منهياً مشواره به أستاذاً لمادة العربية بالمديرية الإقليمية للتعليم بشفشاون.


كنال شفشاون

تعليقات

التنقل السريع