تتواصل الديناميكية السياسية التي يعرفها ملف الصحراء المغربية بأروقة الأمم المتحدة بعقد جلسة إحاطة لمجلس الأمن عن التطورات الأخيرة في منطقة عمل البعثة الأممية بالصحراء، اليوم الأربعاء؛ وذلك بحضور ألكسندر إيفانكو، رئيس المينورسو، الذي سيرصد الوضع الحالي في الصحراء.
وحسب برنامج عمل مجلس الأمن الدولي خلال أكتوبر الجاري، سيُقدّم رئيس بعثة الأمم المتحدة في منطقة الصحراء إحاطة حيال القضايا ذات الصلة بالتطورات الأخيرة في الصحراء، على أن تليها مشاورات مغلقة بين أعضاء المجلس بخصوص تلك الإحاطة.
ويُرتقب أن يعقد مجلس الأمن الدولي كذلك جلسة ثالثة في السابع والعشرين من أكتوبر، من أجل التصويت على مشروع قرار تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء التي ستنتهي في نهاية الشهر، بعد توصّل الدول الأعضاء بمقترحات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التمديد.
ويتجلى دور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء في إدارة الموظفين التابعين لبعثة المينورسو، إلى جانب مراقبة وقف إطلاق النار، ورفع تقارير دورية بخصوص الوضع في المنطقة المشمولة باتفاقية وقف إطلاق النار إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
ولفت تقرير أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التدخل السلمي الذي قامت به القوات المسلحة الملكية على مستوى المعبر الحدودي بـالكركرات، بسبب الوجود غير القانوني لعناصر جبهة البوليساريو في هذه المنطقة، وعرقلتهم لحركة تدفق السلع وتنقل الأشخاص.
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتيحي، خبير قانوني متتبع لدينامية ملف الصحراء المغربية، إن سياق الاجتماعات التي أعلنت عنها الأمم المتحدة خلال هذا الشهر حول قضية الصحراء يندرج في إطار المناقشة المعتادة لمضامين مشروع تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يقدمه إلى مجلس الأمن الدولي حول وضعية الصحراء.
وأضاف الفاتيحي، في تصريح صحفي، أن المناقشات ستتركز حول جهود الأمين العام في إيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء، وتقييم أداء بعثة المينورسو إلى الصحراء، فضلا عن التوصيات الواردة في التقرير. وينتظر أن يتم، خلال هذه الاجتماعات، دعم دور المبعوث الشخصي إلى الصحراء الجديد ستيفان دي ميستورا لتيسير مهمته في البحث عن حل سياسي للنزاع .
وأوضح الباحث السياسي أن “تلك الاجتماعات سيترتب عنها أيضا تشكيل قناعات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لصياغة مشروع قرار يتوافق حوله بالإجماع أو يعرض على التصويت، حيث تعرف هذه المشاورات تحركات دبلوماسية قوية لتوجيه قرار مجلس الأمن الدولي .
وتابع المتحدث بأن الجزائر تستنفر كامل أجهزتها لإعادة التوازن إلى موقفها التفاوضي حول نزاع الصحراء، حيث استبقت اجتماعات المجلس بتحديد شروط مباشرة المبعوث الشخصي إلى الصحراء لمهامه
، معتبرا أن تلك الاشتراطات غير الواقعية تسعى إلى تعطيل مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا.
وتوقع الخبير في قضية الصحراء أن تكون ولادة القرار المقبل لمجلس الأمن الدولي صعبة للغاية؛ بالنظر إلى العراقيل التي تسببت فيها الجزائر أو شجعت صنيعتها البوليساريو على ارتكابها، وتتعلق أساسا بخرق وقف إطلاق النار وتنفيذ أعمال عدائية ضد أهداف مغربية.
كنال شفشاون
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.