بــــــــــــــــلاغ صـــــــحـــــــــفـــــي
في سياق الدينامية التنموية المتواصلة التي يعرفها إقليم شفشاون، وتفعيلاً للرؤية الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز الفلاحة المستدامة، انعقد بمقر عمالة الإقليم يومه الاربعاء 16ابريل 2025 على الساعة الثانية عشرة بعد الزوال لقاء تنسيقي هام، ترأسه السيد عامل اقليم شفشاون ، بحضور رئيس مجلس إقليم شفشاون، والمدير الإقليمي للفلاحة، ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي المصلحة الإقليمية لتفعيل الاستشارة الفلاحية بشفشاون ، ومجموعة الجماعات الترابية "التعاون"، إلى جانب عدد من الفاعلين المحليين، من جمعيات وتعاونيات فلاحية.
جاء هذا اللقاء في إطار المشاورات الأولية لتدارس مشروع اتفاقية شراكة متعددة الأطراف حول استدامة المحيطات المزروعة، بوصفها رافعة جديدة لتنمية العالم القروي، ورهانًا استراتيجيًا يروم تعزيز الإنتاجية الفلاحية، وتحسين جودة المنتوجات، وتثمين سلاسل التسويق، انسجامًا مع مضامين مخطط الجيل الأخضر، ومع التوجه الوطني نحو تنمية شاملة ومندمجة.
وقد أبرزت مختلف المداخلات أهمية هذا المشروع في الارتقاء بظروف الفلاحين الصغار، من خلال تمكينهم من التأطير والمواكبة التقنية والمهنية، وتعزيز دور الجمعيات والتعاونيات الفلاحية كوسيط تنموي أساسي، قادر على ترجمة احتياجات الفلاحين إلى مبادرات واقعية، والمساهمة في خلق فرص الشغل بالوسط القروي، والحد من الهجرة، وضمان استدامة الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الأراضي المغروسة.
وبروح تشاركية عالية، تم التأكيد على أن الجمعيات الفلاحية، لكونها من صلب النسيج القروي، ستُسند إليها مهمة التتبع المباشر لأوراش المحيطات المزروعة، بتنسيق مع التعاونيات، وذلك ضمن رؤية متكاملة تضع الفلاح في مركز الاهتمام، لا كمجرد مستفيد، بل كفاعل ومشارك في كل مراحل التخطيط والتنزيل والتقييم.
كما أتاح اللقاء فرصة ثمينة للاطلاع على تجارب ناجحة من أقاليم أخرى، تم فيها اعتماد نموذج المحيطات المزروعة بنتائج ملموسة، ما يعزز الأمل في إمكانية تكرار تلك النجاحات بإقليم شفشاون، مع مراعاة خصوصياته المجالية والاجتماعية والاقتصادية. وقد جرى تبادل غني للخبرات بين الحاضرين، واستعراض معطيات ميدانية كفيلة بتجويد التصور العام للمشروع، والارتقاء بجودة تدخلاته.
وخلال هذا اللقاء، عبّر رؤساء الجماعات وممثلو الجمعيات والتعاونيات عن تطلعاتهم وإكراهاتهم اليومية، مبرزين الحاجة إلى حلول فعالة تستجيب لحجم التحديات التي تواجه الفلاحة المحلية، وخاصة ما يتعلق بتسويق المنتوجات، والتزود بالموارد، وولوج التقنيات الحديثة. وقد تم التأكيد على التزام المديرية الإقليمية للفلاحة، بشراكة مع السلطات المحلية، في مواكبة الفاعلين وتقديم الدعم اللازم لتجاوز هذه الصعوبات.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على ضرورة مواصلة المشاورات التقنية والقانونية بين كافة الشركاء، في أفق التوقيع الرسمي على اتفاقية الشراكة خلال الأسابيع المقبلة، وفق تصور مندمج وجدولة زمنية دقيقة تضمن حسن التنزيل، وفعالية الإنجاز، وتحقيق الأثر الإيجابي المرجو على حياة الفلاحين وساكنة العالم القروي.
إن مشروع استدامة المحيطات المزروعة بإقليم شفشاون يشكّل نموذجًا واعدًا لتفعيل التشاركية على أرض الواقع، وإعادة الاعتبار للقطاع الفلاحي باعتباره دعامة أساسية للتنمية المجالية، ومجالاً واعدًا للاستثمار في الإنسان، والأرض، والمعرفة، بروح من المسؤولية الجماعية والإيمان بقدرة الفلاح المغربي على صنع التغيير متى توفرت له الإمكانيات والدعم والرؤية الواضحة.
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.