أقـــــــــــــــــوى مـــــــــــــــــن الــــحـــــــــــــــلـــــــــــــــــــــم
بقلم : الأستاذ ابراهيم المسيح
عندما همس رواد كرة القدم في مكسيكو لعام 1986، وهم مهندسو الميدان انداك يتقدمهم خيري والتيمومي وبودربالة، والزاكي واخرون،همسة في اذن وليد الركراكي .وصلت الرسالة اثناء الحلم .وخلال الحلم وقعت الواقعة .
فتمت مراسيم تسليم المشعل . كان رجاؤهم أن يهزم الاسبان والبرتقيز والدول المجاورة لها . عاش الركراكي أ ياما عصيبة بعد الحلم حيث كان يتذكر أصغر تفاصيله، فبدا في وقت مبكر منهمكا بفك طلاسمه .
فدرس علم النفس ، وعلم الاخلاق ، وكذلك علم الكلام نواة الفكر الاسلامي.وواصل بحثه في الوساطة العائلية وفي التجمعات الأسرية المرتبطة بالغربة . موازاة و مواكبة لممارسته الرياضية ،باعتبار كرة القدم عشيقته.ونشاطه اليومي،فقد مكنته هذه القراءات الى ضرورة خلق منظومة لغة وبالتالي التحدث الى المغاربة بلغتهم اليومية.والمتضمنة لحكم وامثال وكذا الصيغ الفكاهية.
فدعا بذلك إلى حضور أمهات اللاعبين .بالدوحة مركز البطولات والملاحم ، التي ستنطلق بعد هزم فريق اسبانيا ،ومعها أصبح وليد "مولد "الفرحة ، بلا منازع. و في المقابلة المشؤومة التي انهزم فيها الفريق الاسباني ،أطل علينا يا سين بونو في كل تسديدة، صامدا أمام الضربات الترجيحية بابتسامته المميزة التي هدأت من روع الجماهير الغفيرة المتابعة وأشفت غليل الكبير والصغير .وكانه يقدم درسا تطبيقيا لحراس المرمى .فاهدنا بذلك الفوز و انزل علينا الفرحة التي انتظرناها منذ سنوات طوال..فسقا بذلك الحناجر الضمأ ى، وأضحت الالوان ومدرجات الملعب مزينة بالعلم الوطني واللباس المفضل لكل مواطن عربي.فلا لون يغني عنه . فسجد من سجد. ودعا من دعا في السر والعلن، وخاصة الأمهات على أرض قطر أوعلى أرض المغرب على السواء.
اعتقد الجميع في البداية انه حلم ، في حين بدا للأخرين انه حلم النصر.فأجاب المبدع وليد الركراكي محافظا على مقولته المشهورة ،والوحيدة"ديرو النية".
وفي معركة يوم السبت من شهر "دجنبر المختلف" أو "دجنبر قطر" دخل الأبطال بمعنويات كبيرة. رغم بعض التحليلات المتشائمة التى رويت يوما واحدا قبل انطلاق مبارة المجد. والتي تشير الى وجود توعكات بعضلات بعض عناصر أسود الأطلس. لكن الأمطار التي هطلت بمدينة فاس .كانت أمطار جميلة بزمن عشر دقائق قبل صفارة الحكم .وكأن السماء مبتسمة معطاءة ممطرة تحيي الأبطال.
وتجسد الحلم من جديد بقفزة النصيري .فزأر الأسود في هيأت بشرية .وجفت حناجر المشجعين داخل وخارج الملعب.بدولة قطر الشقيقة.
فبرزت أسنان الأسد عالية .فاللمسة او الركلة القادفة للأسود تشبه تلك التي يستعملها الأسد بعد جري وجهد وراء الفريسة.فيلتقطها في آخر لحظة. مستعملا مخلبه كسهم لا يخطئ الهدف.
فجاءت الفرحة الجماعية .ومن العبارات التي غطت مسامعنا مفردة "الفرحة". وفعل "فرحونا " وصنعوها الأبطال.فالفرحة هي مصدر فعل فرح.
وهي المفعول به. في ذات الوقت.وقد صدر التعبير عن الفرحة من الفؤاد .وظهرت الفرحة على الوجوه المبتسمة ، والباكية.فأصبحت بذلك"الفرحة" هي اللغة المتداولة ،والرابط المشترك.بي الحاضرين واللاعبين والفاعلين .
ان الفكرة التي يتمثلها المرء حول نفسه تحدد قدره بالفعل .
يقول الفيلسوف الفرنسي ألان ALAN. في ( خواطر حول السعادة ):
"اذا أمنت بأني سأسقط لابد أن أسقط" .ولذلك فإن وليد الركراكي امن بشيء اخر غير السقوط ومفاده:
"سير سير. سير .. " فارتفع اللاعب النصيري عاليا ولم يسقط . بل أسقط الكرة في شباك الخصم ومن الأعلى.
ان الفلسفة حسب الفرابي هي التي ننال بها السعادة.في كتابه(التنبيه على سبيل السعادة). فطالما أننا نفكر نكون .و هنا تتجلى عبقرية وليد الركراكي .فهو استطاع تنمية مهارة التفكير لذى طاقمه واللاعبين ..واخرين.
ويذهب روسو في بعضه هواجسه أن انقطاع الامل يجبرنا على قلب الصفحة والبدء من جديد .ولا أستبعد أن مقولة وليد الركراكي :"ديرو النية" هي بمعنى من المعاني قلب الصفحة.وبالتالي هي روح جديدة للاستمرار عوض التوقف .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.