القائمة الرئيسية

الصفحات

تحية إعلامية لمتتابعينا الكرام ومرحبا بكم في قناتكم "كنال شفشاون"

السياحة الساحلية بإقليم شفشاون .. نظرة على أمتار

السياحة الساحلية بإقليم شفشاون ..  نظرة على أمتار


السياحة الساحلية بإقليم شفشاون ..  نظرة على أمتار

تقعُ بلدة أمتار في جهة طنجة تطوان الحسيمة، على المدار الساحلي الرابط بين مدينتي تطوان والحسيمة، التابعة إداريا لإقليم شفشاون، وتبعد عن مدينة تطوان بـ 100 كيلو متر، وعن مدينة الحسيمة بـحوالي 118 كيلو متر وعن مدينة شفشاون بحوالي 114 كيلو متر. فهي بلدة بحرية مترامية على ضفاف البحر الأبيض المتوسطي، تواجه منحدراتها الجنوبية من جهة، وتحد شرقا بجماعة بني سميح وجزء من وادي أورينغا عند مصبِّه، وغربا بوادي أمتار مع جزء بسيط من جماعة بني بوزرة.

 

وتتوفرُ على مساحة أرض شاسعة، تنقسم إلى قسمين نصف منها مخصص للبناء. أما النصف الآخر فعبارة عن مساحة خضراء وقطع أرضية مخصصة للزراعة. وتتميز المساحة الزراعية بالضّعف مقارنة بالمساحة الإجمالية للجماعة ككل، إذ لا تتجاوز %47 باعتبار البنية الجغرافية لأمتار التي يطغى عليها طابع الارتفاع على جنبات الأودية.  وبحكم تموقع أمتار بالقرب من الوادي، فإنها تتوفر على موارد مائية هامة تتمركز عادة على جنبات الأودية وبالقرب من الشريط الساحلي، ونظرا لتوالي سنوات الجفاف في السنوات الأخيرة فقد عرف صبيب المياه بعض التراجع، وتستعمل هذه المنابع في الريِّ الصغير ببعض القطع الأرضية المتواجدة على جنبات وادي أمتار (لوطة). وعلى الرغم من ضعف تساقطات الأمطار خلال السنتين الماضيتين، فإن أمتار تتوفر على فرشة مائية قد تستمر في إمداد الساكنة بالماء الصالح للشرب لسنوات إضافية من توالي الجفاف.

 

وعلاوة على ذلك فإنها محاطة بعدد كبير من القرى والدواوير، ما يجعلها منفتحة على كلِّ الأطراف؛ إذ تُعَدُّ نقطة وصل بين المدينة والقرى المجاورة لها، ما مكَّنها من احتلال موقع استراتيجيّ هام في إقليم شفشاون.

 

تتوفر أمتار على العديد من المؤهلات السياحية سواء تعلق الأمر منها بالبحر أو الوادي أو الغابة والجبل؛ فالحديث هنا عن البحر لا يكفي لوصفِ جماله. يصل طول شاطئ أمتار حوالي 2,5 كيلومتر، ويُعَدُّ من أنظف الشواطئ التّابعة لإقليم شفشاون، إذ حصل على المرتبة الأولى في الإقليم سنة 2008 من حيث التنظيم والنظافة. يتميز الشاطئ بصخور منتشرة على أطرافه، منها الحجر الواقف تلك الصخرة الأبية التي تشبه رأسا أدميا حينما تكون قادما إليه من الجهة الشرقية، تعطي رونقا وجمالا للشاطئ.

 

أما الحديث عن الوادي فسيجرنا إلى شقِّ الطريق على جنباته نقتفي آثار السواقي القديمة التي تبتدئ بالقرب من مدشر عاشت الذي يقبع على تلٍ عند تخوم أمتار، يطل على الأراضي الزراعية   المحاذية لأمتار وعلى طول الوادي. كانت تستعمل هذه السواقي في ريِّ حقول الزرع المتواجدة بالمنطقة الخضراء المعروفة محليَّا بـ “لـــــــــوطـــــــــة“. يبتدئ المسار من الجهة اليسرى أسفل مدشر عاشت، ثم نتغلغل بين صخور الوادي على مسافة تُناهز ساعة ونصف لنكتشف مَعْلَمة تاريخية في الضفة اليمنى من الوادي، وهي عبارة عن بقايا رحى قديمة تسمى” الرحى د سيمو”  التي كانت قبل سنوات طويلة تُستخدم في طحن الزرع والقمح والذرة وغير ذلك؛ يتم تشغيلها بدورة مياه الوادي. سُميت الرحى بـ ” الرحى دسيمو” ارتباطا باسم صاحبها محمد الخضروني المعروف عند سكان أمتار الأصليين والمناطق المجاورة بـ الحاج سيمو رحمه الله.

 

إنَّ الحديث عن الرحى جدير بالاهتمام كَوْن هاته البناية القديمة لها تاريخ عريق مع أبناء منطقة غمارة الساحلية القاطنين على جنبات الوادي والقرى المجاورة؛ لقد كانوا يتخذونها مطحنة لطحن محصولهم الزراعي على مدار السنة.

 

إنَّ أهمية الموقع الجغرافي الذي تتمركز فيه أمتار سيما على الطريق الوطنية رقم 16، سهّل عليها الولوج والانفتاح على المدن المجاورة كتطوان وشفشاون والحسيمة والمراكز المجاورة أيضًا، وتُبشر بمستقبل زاهرٍ خصوصا مع الإصلاحات التي تشهدها حاليا؛ ولعل أهمها تشييد الكورنيش على طول الشاطئ ومرافق حيوية مهمة أخرى.

 

كنال شفشاون 


تعليقات

التنقل السريع