الأمطار تخفف نزيف الهجرة القروية بتطوان وشفشاون ووزان
ساهمت أمطار الخير التي شهدتها جل مناطق جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، طيلة أيام الأسبوع الماضي، في التخفيف بشكل ملحوظ ومباشر من نزيف الهجرة القروية بأقاليم تطوان وشفشاون ووزان، وذلك لعودة الحياة لينابيع جفت من قبل بسبب تأخر موسم الأمطار، وتحرك مياه الوديان والجداول من جديد، وانفراج كبير في أزمة العطش، حيث كانت العديد من الأسر بالمناطق القروية تضطر لقطع مسافات طويلة من أجل جلب مياه الشرب.
وحسب ما أوردت يومية الأخبار في عددها ليوم الخميس، فإن التساقطات المطرية التي شهدتها أقاليم جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ساهمت في التخفيف من شبح العطش وحركت جمود مجموعة من الأنشطة الفلاحية البسيطة، التي تعتمد عليها العديد من الأسر بالوسط القروي لتحقيق مداخيل تكفي لسد الحاجيات الضرورية وضمان موارد مالية تساعد في الاستقرار وعدم التفكير في الهجرة للمدن للبحث عن فرص شغل في ظل انتشار البطالة.
واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن نشرات الطقس الإنذارية مازالت مستمرة بالنسبة للعديد من الجماعات الترابية بالشمال، حيث شهدت مدن تطوان والمضيق ومرتيل تدخلات لجان اليقظة والإنقاذ لتنقية قنوات تصريف مياه الأمطار، والتعامل مع نقط سوداء تشهد دوما تسربات مياه إلى داخل المنازل نتيجة عيوب البناء العشوائي والبناء بمحارم الوديان وداخل «الضايات» المائية وكذا مناطق منخفضة جدا.
وكانت شكايات أزمة الماء بتطوان ونواحيها وصلت مكتب نزار بركة، وزير التجهيز والماء، حيث تمت مساءلته برلمانيا حول خصاص المياه بالمناطق القروية والجبلية والخطة المعتمدة من الحكومة لتزويد المناطق ذات الخصاص بإقليم تطوان بالماء، والخيارات المطروحة من خلال استهداف كل المواطنين في إطار عدالة مجالية ومائية سواء على المدى القريب أو المديين المتوسط والبعيد.
وكان الخطاب السامي الذي ألقاه الملك محمد السادس بالمؤسسة التشريعية بالرباط، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية، عرى على مشاكل وأزمة الماء بتطوان وشفشاون ووزان والمضيق، وذلك وسط مطالب بالتجاوب مع الشكايات المطروحة وتفادي مؤشرات الاحتقان الاجتماعي، فضلا عن الاهتمام بمشكل الهجرة القروية التي ارتفعت خلال الفترة الأخيرة نتيجة العطش وغياب فرص الشغل، وتوقف أنشطة فلاحية تمكن من تحقيق مداخيل لتغطية مصاريف ضرورية.
يذكر أن العديد من مشاكل استنزاف الثروة المائية بإقليمي شفشاون ووزان عادت إلى الواجهة بقوة بعد الخطاب الملكي السامي، حيث تم استنفار السلطات المختصة لجمع كافة المستجدات وإنجاز تقارير منتظمة حول تطورات ملف الهجرة القروية، والعمل على التنسيق بين كافة المؤسسات المعنية لضمان التزويد بمياه الشرب والتخفيف من مؤشرات الاحتقان الاجتماعي.
كنال شفشاون
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان لديك الاستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك التعليق.